السبت، 12 أغسطس 2017

بانتظارالقطاف/للشاعر/عبدالرزاق محمد الاشقر

((... بانتظارِ القطافِ...))
مرَّ الرَّبيعْ 
و الأرضُ تزهرُ مرَّةً في كل عامْ
ما ضرَّها فوحُ الزُّهورْ 
ما ضرَّها بردُ الصَّقيعْ.

مرَّ الرَّبيعْ 
و النَّحلُ كانَ مواكباً 
زهرَ الرَّبيعْ 
يقفو تفتحَ برعمٍ
و يخافُ أيضاً 
أنْ يضيعْ.

مرَّ الرَّبيعْ 
لمْ ينتبهْ لمرورِهِ 
إلا القطيعْ 
و بعضُ فتيانٍ أتوا 
منْ مارجٍ منْ نارْ 
مرَّوا فرداى
مثلما مرَّ الرَّبيعْ.

يسَّاقطونَ كما المطرْ 
يطَّايرون إلى الخطرْ 
و يحاربونَ الأمنياتْ 
و يحالفونَ الرَّيحَ 
و الأمواجْ 
يتفتحونَ كوردةِ الجوريِّ 
والزَّهرِ البديعْ.

مرَّ الرَّبيعْ 
في القصرِ نافذةٌ 
تطلُّ على الحديقةْ 
منْ خلفِها 
عينٌ تعامتْ 
لا ترى عينَ الحقيقةْ 
لا ترى مثلَ النَّعامْ 
لا ترى غيرَ المنفذِ، و المطيعْ.

مرَّ الرَّبيعْ 
في القصرِ أبوابٌ، و أبوابٌ، 
و بوَّابٌ، 
و حجَّابٌ 
لا يأذنونَ لزهرةٍ فوَّاحةٍ 
تلقي شذاها 
داخلَ القصرِ المنيعْ
كي لا يراها النَّحلُ و الحملُ الوديعْ.

مرَّ الرَّبيعْ 
و لم نزلْ 
نرنو 
لقطف ثمارهِ 
و الصَّيفُ أبعدُ ما يكونُ عنِ الجميعْ.

عبدالرزاق محمد الأشقر. سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق