((... بانتظارِ القطافِ...))
مرَّ الرَّبيعْ
و الأرضُ تزهرُ مرَّةً في كل عامْ
ما ضرَّها فوحُ الزُّهورْ
ما ضرَّها بردُ الصَّقيعْ.
مرَّ الرَّبيعْ
و النَّحلُ كانَ مواكباً
زهرَ الرَّبيعْ
يقفو تفتحَ برعمٍ
و يخافُ أيضاً
أنْ يضيعْ.
مرَّ الرَّبيعْ
لمْ ينتبهْ لمرورِهِ
إلا القطيعْ
و بعضُ فتيانٍ أتوا
منْ مارجٍ منْ نارْ
مرَّوا فرداى
مثلما مرَّ الرَّبيعْ.
يسَّاقطونَ كما المطرْ
يطَّايرون إلى الخطرْ
و يحاربونَ الأمنياتْ
و يحالفونَ الرَّيحَ
و الأمواجْ
يتفتحونَ كوردةِ الجوريِّ
والزَّهرِ البديعْ.
مرَّ الرَّبيعْ
في القصرِ نافذةٌ
تطلُّ على الحديقةْ
منْ خلفِها
عينٌ تعامتْ
لا ترى عينَ الحقيقةْ
لا ترى مثلَ النَّعامْ
لا ترى غيرَ المنفذِ، و المطيعْ.
مرَّ الرَّبيعْ
في القصرِ أبوابٌ، و أبوابٌ،
و بوَّابٌ،
و حجَّابٌ
لا يأذنونَ لزهرةٍ فوَّاحةٍ
تلقي شذاها
داخلَ القصرِ المنيعْ
كي لا يراها النَّحلُ و الحملُ الوديعْ.
مرَّ الرَّبيعْ
و لم نزلْ
نرنو
لقطف ثمارهِ
و الصَّيفُ أبعدُ ما يكونُ عنِ الجميعْ.
عبدالرزاق محمد الأشقر. سوريا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق